عبد الله فاضل الفيلكاوي يكتب عن تنظيم الحشاشين: مدرسة الاغتيال

on

كتب الطالب عبد الله فاضل خالد الفيلكاوي من قسم التاريخ بحثا مشوقا حول ما يسمى بفرقة الحشاشين التي أسسها الحسن الصباح الداعية الإسماعيلي في الهضبة الإيرانية أثناء فترة الدولة السلجوقية.

 

 

تنظيم الحشاشين: مدرسة الاغتيال

إعداد: عبدالله فاضل خالد الفيلكاوي

إشراف: د. فيصل عادل الوزان

المقدمة

يتناول هذا البحث تنظيما سياسيا-عسكريا-دينيا ثوريا أسسه الداعية الإسماعيلي الحسن الصباح (ت: 518هـ/1124م) في شمال إيران. وما يجعل هذا الموضوع ذا أهمية هو أن تلك الجماعة التي امتهنت حرفة الاغتيالات السياسية تعتبر من أوائل –إن لم تكن أول- جماعة أو تنظيم تؤسسه دولة ذات كيان في التاريخ الإسلامي الذي اعتادت دوله على اتخاذ جيوش نظامية لا فرقة اغتيالات وإعدامات. ولعل من أسباب نشوء هذه الجماعة التي سميت بـ “الحشاشين” ما يعود للتخبطات السياسة في الدولة الإسماعيلية في مصر بعد موت الخليفة الفاطمي المستنصر بالله (ت: 487هـ/1094م).

يحاول هذا البحث القصير أن يجيب على بعض الأسئلة التي تتعلم بهويتهم، وهل ما قاموا به من فكر و أعمال يعتبر أمراً مبتدعاً منهم أم أنه قد وجد من قبلهم بملامح مختلفة؟ و ما أهدافهم الدفينة من تلك الحركة الثورية؟ كيف استطاعت تلك الثورة الوليدة الصمود أمام القوة المسيطرة على معظم الأراضي المجاورة لها في ذلك الوقت وهي السلاجقة؟ و ما  أهم أعمالهم و أبرزها؟ و هل كان لهم ميول معينة في اختيار ضحاياهم؟ أم أنهم كانوا يقضون على أياً كان لخدمة مصالحهم الشخصية؟

تكمن أهمية هذا البحث البالغة في فهم و تحليل تلك الحركة الثورية و توضيح سياستها المتبعة من سلسلة الاغتيالات العديدة التي نسبت إليها. سيتم ذلك عن طريق تناول وجهات النظر المختلفة في هذا المجال لإدراك المسعى الحقيقي من هذا التوجه و الاغتيالات، و تسليط الضوء على فكر الثوار قديماً و أسباب ظهورهم و مطالبهم لمعرفة.

يهدف هذا البحث إلى توضيح السبب الرئيسي الذي أدى إلى تكوين ثورة الحشاشين و أسباب لجوئهم للاغتيالات السياسية في التخلص من خصومهم و طريقة اختيارهم للخصوم، و هل كانت هذه الاغتيالات باسم السياسة أم الدين أم كانت مجرد غطاء لمصالح شخصية بحته ؟

سأستعين في بحثي هذا على بعض المصادر، أهمها كتاب “الكامل بالتاريخ” لابن الأثير المتوفى 640هـ، حيث استفدت منه كثيراً في ترتيب الأحداث التاريخية و معرفة أهم الأحداث من قيام ثورة الحشاشين إلى استقلالها ككيان سياسي.  كما استعنت أيضاً بمصدر آخر و هو كتاب “الفرق بين الفرق” للبغدادي المتوفى 429هـ، الذي وضح الفرق بين الطرق و الأساليب المختلفة التي استخدمها الحشاشون وتشابهها مع الفرق السابقة.  استخدمت في هذا البحث العديد من المراجع أيضاً، أهمها كتاب رحاب عكاوي “الحشاشون حكام الموت نشأتهم وتاريخهم”، الذي استفدت منه كثيراً في معرفة الآراء السابقة في سبب التسمية و كونهم كيان شيعي معادي للسنة.  استخدمت أيضاً كتاب “الحشاشون فرقة ثورية في التاريخ الإسلامي” لبرنارد لويس أيضاً كمرجع لمعرفة الأسباب وراء الاغتيالات السياسية التي قام بها الحشاشون.

تعددت الآراء و الأفكار السابقة في موضوع الحشاشين لدرجة أننا لم نعد نميز الحق من الباطل في أغلب المواضيع التي تدور حولهم.  أهم هذه الآراء هو سبب تسميتهم بالحشاشين، حيث يعتقد غالبية الناس و المؤرخين أنه تمت تسميتهم بهذا الاسم نسبةً لإدمانهم الشديد على الحشيش و تعلقهم به.  كما يتعلق الرأي الآخر بأنهم كانوا منظمةً معاديةً للمسلمين السنة، بناءً على هذه الآراء السابقة سنقوم بالبحث و الاطلاع على وجهات نظر و آراء جديدة لم يتطرق لها العديد من قبل و ننظر لموضوع الحشاشين بنظرة جديدة.

سأقوم بتقسيم هذا البحث إلى ثلاثة أقسام رئيسية، سأتحدث في القسم الأول عن تعريف الحشاشين و مؤسس الثورة و أسباب قيامها كطائفة برزت في فترة من فترات التاريخ و عاصمتها الشهيرة ألموت.  في القسم الثاني سيتم تحليل و ربط هذه الثورة بالثورات السابقة في العالم الإسلامي، حيث سيتم اكتشاف إن كانت الطرق و الأساليب التي استخدمها الحشاشون مبتدعة أم سبق و أن وجدت قبل ذلك.  أما في القسم الثالث فسنتطرق إلى أبرز ضحاياهم، لنستوضح إن كانت لديهم أية ميول تجاه أحد الطوائف أو الأديان.

توصلت من خلال بحثي هذا إلى العديد من النتائج التي أبهرتني شخصياً و غيرت من وجهة نظري تجاه العديد من المواضيع المتعلقة بالحشاشين، حيث استنتجت أن سبب تسميتهم يختلف عليه المؤرخون و لا يرجع إلى ادمانهم الحشيش فقط، حيث أن هناك آراءً أخرى تذكر أسباباً مختلفةً لتسميتهم بهذا الاسم.  كما توصلت أيضاً إلى أن الحشاشين ليسوا منظمة معادية للمسلمين السنة فحسب، بل إنهم يعتبرون كياناً مستقلاً عن الخليفة الفاطمي في مصر أيضاً.  سأتطرق إلى العديد من الآراء الجديدة عن الحشاشين في الأقسام المختلفة من هذا البحث.

 

 

القسم الأول: تعريف الحشاشين

الحشاشون هو اسم أطلق على طائفة من الطوائف النزارية، و هي طائفة باطنية تفرعت عن الإسماعيلية بعد وفاة المستنصر بالله عام 487هـ/1094م و نزاع أبنائه نزار والمستعلي.[1]  كانت هذه الطائفة تقوم بالعديد من عمليات الاغتيال السياسية للتخلص من أعدائها و منافسيها.  تتعدد و تختلف الروايات في سبب تسميتهم حيث سأذكر في هذا البحث أبرز الروايات من وجهة نظري عن طريق تقسيمهم إلى ثلاثة آراءٍ مختلفة.  الرأي الأول ذكره المستشرق الروسي “ايفانوف” أن الاسم ينسب إلى أتباع الحسن بن الصباح فأطلق عليهم حساسان أو الحسنيين. أما الرأي الثاني و هو من المستشرق الروسي أيضاً، يرى أن لفظ الكلمة استخرج من كلمة عساسون[2] و معناها الذين يقضون أيامهم و لياليهم في الحصون و القلاع.  في حين يرجح الرأي الثالث أن التسمية تعود لقصة إدمان الحشيش من قبل أتباع الحسن بن الصباح التي ذكرت في كتاب الرحالة و المستكشف الإيطالي ماركو بولو، فأطلق عليهم هذا اللقب لشدة تعلقهم و إدمانهم الحشيش.  كما وصف الرحالة ماركو قلعة ألموت الباطنية بالجنة من ما بها من حديقة رائعة الجمال، متعددة الفواكه و الثمار، و أنهارها التي كانت عبارة عن قنوات تفيض بالخمر و العسل و اللبن و الماء، و فيها من الحسناوات اللاتي يقضين كامل وقتهن بالغناء و الرقص.  كما يتم بها أيضاً تجنيد الغلمان الصغار بشكل مجموعات صغيرة يتم اختيارها بعناية فائقة من القرى الفقيرة بعد تخديرهم بالحشيش أو القنب الهندي، و دخولهم في سباتٍ عميق، يتم حملهم بعد ذلك إلى تلك الحديقة لإيهامهم بأنها الجنة و إن أرادوا البقاء و الخلود فيها عليهم أن يتبعوا أوامر (شيخ الجبل)[3] الحسن بن الصباح مهما كانت و تنفيذها بحذافيرها دون تردد، فقد كانوا يؤمنون بها و يتم تذكيرهم بها كلما خارت عزائمهم، و بهذا يكونون مطيعين له آملين الخلود بالجنة.[4]

تعدد الجدل و الخلاف بين المؤرخين حول هذا الرأي بالذات حيث لم يتمكنوا من التأكد إن كان له أي صلة بالحقيقة أم هو فقط من محض الخيال؛ فكان البعض يرى أن انصياع الغلمان الأعمى للأوامر و اتبعاهم لها مهما كانت دليل على الثقة العمياء بينهم و بين قائدهم و ايمانهم العميق و الوثيق و الصادق بعقيدتهم و إمامهم.[5]

أعتقد شخصياً و أرى أن قصة الجنة و إن صحت، مبالغ فيها، حيث تتضمن القصة العديد من الثغرات التي تجعلنا نشك في مصداقيتها و صحتها.  لتوضيح ذلك يمكننا أن نسأل أنفسنا إن كان حقاً الغلمان المجندون من قرى فقيرة جدباء لم يروا في قراهم ما رأوا ما في الجنة المزعومة من خيرات و ثروات عديدة، ألم يلاحظوا في ترحالهم لأداء المهام المختلفة المكلفة إليهم الأراضي الشاسعة المليئة بالخيرات و الأنهار؟  فإن تجندوا في قلعة ألموت و أرادوا أداء مهمةٍ ما بقتل أحد ولاة الشام مثلاً، فمن المفترض مرورهم بجزءٍ من بلاد فارس و العراق وصولاً إلى بلاد الشام، حيث لم تقل هذه الأراضي في جمال طبيعتها عن الموجود في قلعة ألموت، فجميع تلك الأراضي تمتلك أرض خصبة منقطعة النظير، و أنهار فياضة، وفيها ما فيها من الثمار والخيرات الكافية لإخراجهم من فخ تلك الجنة المزعومة و الخدعة التي تم تصويرها لهم.

المؤسس وأسباب قيام الحركة الثورية

         تنسب حركة الحشاشين الثورية للحسن بن الصَباح المتوفى 518هـ/1124م،[6] وقد ولد الصباح في مدينة قـم و كان أبوه اثنا عشري المذهب كحال أغلب سكان مدينة قـم، انتقل و أسرته إلى مدينة الـري التي كان كثير من سكانها يتبعون المذهب الإسماعيلي.  بدأ الحسن الصباح بعد ذلك بالاستماع إلى أحد دعاة الإسماعيلية و هو عميرة زاراب و تأثر تأثراً شديداً بالدعوة الإسماعيلية على يده،[7] حيث كان عميرة زاراب أحد الدعاة المرسلين إلى الري من قبل عبد الملك بن عطاش داعي الدعاة في العراق.[8] اتجه الحسن بن الصباح بعد ذلك إلى القاهرة عام 469هـ/1077م،[9] إذ ما يقارب سبع سنوات من اعتناقه المذهب الإسماعيلي قاصداً كسب المزيد من العلوم و التعاليم الإسماعيلية و أصبحت مكانته رفيعة و عالية حيث كان يخالط مختلف العلماء و الدعاة.  اتبع الحسن بن الصباح الخليفة المستنصر بالله فهو إمامه المعصوم حسب اعتقاده، و كان هذا من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى نفيه خارج مصر، فبعد أن توفي المستنصر عام 487هـ/1074م[10] كان ابنه الأكبر نزار ولياً لعهده، نادى البعض و أبرزهم قائد الجيوش الأفضل بدر الدين الجمالي، بإمامة الابن الأصغر للمستنصر و قد أطلقوا عليه اسم المستعلي، فتضاربت مصالح قائد الجيوش الأفضل بدر الدين الجمالي بتوجهات الحسن بن الصباح فأمر بسجنه و قام بنفيه بعد ذلك، و انتقل الملك إثر ذلك للمستعلي بإزاحة أخيه نزار.  أدى ذلك إلى انقسام الإسماعيلية إلى قسمين، الأول ينادي بإمامة نزار و الآخر بإمامة المستعلي.  تمكن أتباع المستعلي من إدارة شؤون الدولة و أمور الخلافة، في حين اتجهت النزارية بقيادة الحسن بن الصباح إلى فارس لنشر الدعوة النزارية و انشاء كيان مستقل تماماً عن الإسماعيلية المستعلية، فانضم إليهم العديد من الإسماعيليون في بلاد الشام و فارس.[11]

توفي نزار في عام 490هـ/1097م، و أصبح ابنه علي الهادي الذي كان في العشرين من عمره في ذلك الوقت إماماً للنزارية.[12]  قام علي الهادي بالاعتماد على الحسن بن الصباح الملقب بـ”شيخ الجبل الثاني”[13] في نشر الدعوة الإسماعيلية النزارية، فكان أبرز الدعاة و أكثر القادة حنكةً و دهاءً، نتيجةً لذلك انتشر المذهب الإسماعيلي النزاري في عهده انتشاراً واسعاً.  يعود هذا النجاح الكبير في نشر المذهب الإسماعيلي النزاري إلى قيام الحسن بن الصباح بتقسيم أتباعه إلى قسمين، القسم الأول يعرف بـ(الفدائية) وهم المكلفون بالمهام الصعبة التي قد تتطلب التضحية بالنفس، فكانت تلك الفئة تقوم بالمهام السرية الخطيرة التي قد تتسبب بالكثير من المتاعب إذا فشلت و كشف أمرها، أما القسم الثاني عرف بـ(الرفقاء) فكانت مهمتهم تقتصر على نشر الدعوة و الأعمال الإدارية للمنظمة.[14]

قلعة ألموت عاصمة الحشاشين

ألموت و معناها بالفارسية (ألوه أموت) أي عش العقاب، و بلغة أهل الديلم عش العقاب أو النسر، يرجع سبب تسمية هذه القلعة إلى أحد ملوك الديلم القدامى، حيث كان خارجاً للصيد في أحد الأيام و أطلق نسراً مدرباً لذلك، اتجه النسر بعد ذلك إلى هضبة و اعتلاها.  أدرك الملك من تصرف النسر أهمية هذا الموقع الاستراتيجي، فبنى عليها قلعة ألموت، و تقع شمال مدينة قزوين بلاد الديلم.[15]

حين تجمع الأنصار من حول الحسن بن الصباح، اتجه لتأسيس عاصمةٍ له، فنشر الدعاة في شمال بلاد فارس و ركز اهتمامه في الهضاب التي يسكنها الديلم، و كان يسمى بإقليم الديلم نسبةً لسكانه، يحيط هذا الإقليم بالهضبة الإيرانية الكبرى، و كان أهله مستقلين يتمتعون بالحكم الذاتي المنفصل عن الحضارات التي حكمت بلاد فارس.  كما أن أهل إقليم الديلم هم آخر من قبل بالإسلام في بلاد فارس و مع ذلك استقلوا بعقائدهم فلم يتخذوا السلفية مذهباً لهم.  يعود السبب الرئيسي لهذا الاهتمام الشديد و الكبير في الديلم لموقعها الجغرافي المميز، و صلابة أهلها و خبرتهم بالحرب، و سكانها الذين يميلون للحكم الذاتي و الاستقلال كما ذكرنا، فعلى الرغم من اتباعهم للإسلام اتخذوا عدة مذاهب لإبراز استقلالهم ولو بشكلٍ صوري، إلى أن أصبحت تلك المنطقة مركزاً للتشيع فيما بعد.[16]

استمال دعاة الحسن بن الصباح عدداً كبيراً من جند القلاع فاعتنقوا المذهب النزاري الإسماعيلي، و قام أحد أنصاره بدعوته لـ قلعة ألموت بعدما استمال عدداً كبيراً من أهلها لاسيما جندها،  فذهب إليها متخفياً لم يعرفه من أتباعه إلا الدعاة، و تظاهر أمام الجميع بأنه نائب الحسن الصباح.  كما يقال أنه لبث أياماً يتفقد أحوال القلعة و مناعتها و أهلها الذين قبلوا الإسماعيلية النزارية مذهباً لهم، و لما رأى ما يرضيه كشف عن نفسه و طلب من صاحب القلعة تسليمها له مقابل مبلغٍ من المال، فتبسم له ظناً منه أنه يمازحه، و لكن سرعان ما استجاب له بعدما أدرك ميول جند القلعة لـ الحسن بن الصباح،[17] و أصبحت قلعة ألموت بيد الإسماعيلية النزارية عام 483هـ/1090م، و أخذ هذا الخبر يبث الرعب في قلوب أعدائهم لحصانة قلعة ألموت و انتشار النفوذ و توالي سقوط القلاع الأخرى بحوزتهم، ففي عام 484هـ/1091م امتلكوا قلعة سنمكوه أيضاً.[18]

بعد وصول الخبر إلى سلطان السلاجقة، أخذ بتجهيز و إرسال الحملات لإخضاع تلك القلعة المهمة و ما يجاورها من قلاع اتخذت من الإسماعيلية النزارية مذهباً لها إتباعاً لأوامر الحسن بن الصباح.  باءت جميع هذه الحملات بالفشل و لم تنجح في إخضاعها فقد كانت تلك الحصون منيعة و لاسيما أن أهل القرى و القلاع المجاورة كانوا يدعمون و يساندون بعضهم بعضاً.  أهم ما يميز تلك القلاع هو مكانها المرتفع، و طريقها الضيق الوعر، فكانت القوات خارج القلعة غير منظمة و بطيئة الحركة مما جعلها هدفاً سهلاً للرماة من أعلى أسوار القلعة.[19]  ظلت القلعة إثر ذلك تابعةً للحشاشين إلى أن تم اسقاطها على يد المغول في عام 654هـ/1256م، و لحقتها القلاع التابعة لهم في أنحاء بلاد فارس و الشام.[20]

كما يذكر استفحال أمر الحشاشين بعد موت ملكشاه السلطان السلجوقي، و استيلاءهم على قلعة أصفهان التي بنيت بعهده، حيث كان ملكشاه في رحلة صيد مع رسول ملك الروم في أحد الأيام، و هرب منه كلبه و ارتقى قمة موقع قلعة أصفهان، فأشار رسول الروم للسلطان ببناء قلعة لحصانة الموقع ففعل، و قال الناس (( قلعة يدل عليها كلب و يشير بها كافر لابد و أن آخرها إلى الشر)).[21]

 

القسم الثاني: طرق وأساليب متشابهة

سأتحدث في هذا القسم عن الطرق و الأساليب التي استخدمها الحشاشون في نشر مذهبهم و تشابهها مع بعض الثورات و المذاهب الأخرى السابقة لهم.  إذ أعتقد بناءً على المعلومات التي سيتم ذكرها في هذا القسم، أن الطرق الذكية التي استخدمها الحشاشون في نشر مذهبهم لم تكن مبتدعةً من قبل الحسن بن الصباح، بل كانت هذه الطرق نتاج سنينٍ من الاطلاع و المعرفة بتجارب سابقة.  إذ يذكر أن الحسن بن الصباح لم يخرج من قلعة ألموت بعد احتلاله لها إلا مرتين فقط، حيث كان منهمكاً في إدارة الدولة و نشر الرسائل للدعاة و تشييد المدارس للدعوة النزارية في بلاد القلاع، و لعبت تلك المدارس دوراً هاماً في تدعيم المنظمة الفتية.[22]

سأبدأ بذكر التشابهات في طريقة الدعوة بين الحشاشين و العباسيين، حيث ذكرنا في الفصل السابق بعض المعلومات حول الطرق التي استخدمها الحشاشون في امتلاك القلاع المختلفة و أهمها قلعة ألموت.  يمكننا أن نرى أن هنالك تشابهاً كبيراً بين الطرق التي استخدمها الحشاشون و العباسيون الأوائل في الدعوة السرية خلال فترة الدولة الأموية، حيث استخدم كلاهما الدعاة لنشر فكرهم بين عامة الناس، متحاشين الاصطدام المباشر قبل مرحلة القوة.[23] حيث قام العباسيون بنشر الدعاة في أطراف الدولة لضعف سيطرة المركز عليها كخراسان، و لحنق و بغض أهلها على مركز الدولة و شعورهم بالظلم و الطغيان و لقوة أهلها الجسمانية و صلابتهم الناتجة عن صعوبة ظروفهم المعيشية.  من ناحية أخرى قاموا بنشر الدعاة في مناطق حساسة قريبة نسبياً من المركز، لاستمالة أهلها الرافضين لحكم الأمويين كـالكوفة و مرو.[24]  كما عملوا أيضاً على نشر الدعوة بتستر و تخفي، فاستخدموا غطاء التجارة و أخفوا المدعو له،[25] تماماً كما فعل الحسن بن الصباح عند دخوله لقلعة ألموت.

استخدم الحشاشون طيور الزاجل لنقل الأخبار بين القلاع و اكتساب المعلومات مما سهل لهم نقل الرسائل و إصدار الأوامر للولاة في القلاع الأخرى بسرية تامة دون الحاجة إلى بذل الجهد و المال لتكريس عددٍ من الرجال لذلك.  بوجود هذه الوسيلة تعقدت الأمور على كل من كان يحاول إخضاع تلك القلاع الحصينة، فقد كان الحشاشون يتناقلون الأخبار و الأوامر بأريحية تامة دون الحاجة لتعريض أحد رجالهم للقتل أو الأسر، ودون تعريض خططهم للكشف كما فعل ميمون القداح في بداية الدعوة الإسماعيلية.[26]

لم يقتصر بريد الحشاشين على استخدام الطيور و الحمام الزاجل في نقل الأخبار فقط، بل بدأ الحسن بن الصباح بعد ذلك في تمرين أتباعه على استعمال لغة سرية، أو أحرف سرية في الكتابة.  كان الغرض الرئيسي من هذه اللغة السرية هو عدم معرفة العدو لمحتوى الرسائل إن وقعت بيده عن طريق الخطأ، فلم يستطع تفكيك و فهم تلك الرموز المخصصة في رسائل الحشاشين إلا الحشاشين أنفسهم.[27]  كما يذكر أيضاً أن الدعوة الإسماعيلية في المراحل السرية للدعوة[28] استخدمت لغة سرية أيضاً و أول استخدام لها كان في عام 231هـ/846م، و بقت هذه اللغة مستمرة إلى العصر الفاطمي و لكن باختلاف الأحرف.[29]

كما يتحدث رحاب العكاوي بشكل موجز عن وجود طائفة لقبت بـالخناقة،[30] و هم أتباع أبو منصور العجلي.  كان العجلي رجلاً أمياً ولد و نشأ في البادية، و اتخذ من الكوفة داراً له، كان يدعي النبوة و يفسر الغيبيات بصورة غريبة[31]. كما تمادى إلى أن وصل من الغلو بأن يأمر أتباعه بخنق المعارضين له و لذلك عرفوا بالخناقة.  بقي أبو منصور العجلي على تلك الفتنة إلى أن صلب من قبل والي العراق يوسف بن عمر الثقفي ما بين 120-127هـ/738-745م.[32] هذا دليل آخر على أن الحشاشين ليس أول من توجه للقتل و الاغتيال السياسي للخصوم، حيث سبقهم الخناقة بذلك.

يرى برنارد لويس أن القتل السياسي ظهر بظهور الكيان السياسي، فهو بوجهة نظر المغتال أبسط و أسرع الطرق و الوسائل لإحداث ضرر سياسي أو اكتساب مكانة سياسية.  كما يرمز إلى قدمه بقدم قصة قابيل وهابيل، أبناء آدم و حواء عليهم السلام، حيث كانا أول رجل و امرأه على وجه الأرض.  يرمز برنارد لويس في هذا الحديث إلى أن الحشاشين لم يكونوا أول من ابتدع أو خلق هذا النظام، بل أضافوا عليه صبغتهم و أعاروه اسمهم.[33]  كما يشير لويس بإعارة الاسم بمسماهم اللفظي الحشاشون، و الذي ترجم حرفياً إلى (assassination) و اشتقت منها كلمة (assassin) من بعض اللغات الأوروبية.[34]

 

 

القسم الثالث: تحديد الضحايا

نستطيع أن نرى بعد أن طرح أشهر الأعمال المنسوبة إلى الحشاشين، أنه لم يكن لهم أية ميول تجاه طائفة أو دين معين، حيث كانوا يهادنون الصليبيين تارةً، و يقتلون قادتهم و ملوكهم تارةً أخرى.  حدث هذا الأمر أيضاً مع كلٍ من السلاجقة و العباسيين، بل حتى مع الفاطميين الأقرب لهم مذهباً و اعتقاداً، وصولاً لصلاح الدين الأيوبي الذي أسقط الدولة الفاطمية في مصر.  لهذا السبب لا يمكننا القول أن أهدافهم كانت عشوائية، فعادةً ما يغتالون أصحاب السلطة السياسة أو الدينية.

من أهم الأحداث التاريخية و الاغتيالات السياسية التي نسبت للحشاشين هو اغتيال نظام الملك عام 485هـ/1092م وزير السلطان السلجوقي ملكشاه،[35] الذي كان يحاول جاهداً اخضاعهم و التغلب عليهم و لكن دون جدوى.  يعتبر نظام الملك أول ضحايا الاغتيالات السياسية للحشاشين،[36] و من ثم قاموا باغتيال ابنه فخر الملك أيضاً في عام 500هـ/1107م.[37] وإن كنا نبحث عن ابرز المستفيدين من هذ الاغتيال، فستتوجة أصابع الإتهام إلى الوزير السلجوقي تاج الملك، لما كان عليه من توجهات سياسية مغايرة لنظام الملك، وطموح تاج الملك بإمتلاك مكانة نظام الملك بعد التخلص منه.[38]

استطاع الحسن بن الصباح من إيصال نفوذه إلى الشام في عام 498هـ/1105م، عن طريق استمالة أحد الولاة و هو رضوان صاحب حلب الذي كان متناحراً مع أخيه دقاق صاحب دمشق.  أقام رضوان للحشاشين داراً للدعوة الإسماعيلية النزارية، حيث لبثوا ينشرون الفكر الباطني في المجتمع إلى أن توفي صاحب دمشق دقاق، فاستمالوا وزيرها أبو الطاهر المزدقاني الذي أهدى لهم قلعة بانياس في غرب دمشق.  استفحل أمرهم بعد ذلك في قلعة بانياس و أخذوا ينتشرون في البلدان المجاورة بعد إخضاع المدينة بأسرها لسيطرتهم[39]، حيث كانت المنفذ الرئيسي لكثير من عمليات الاغتيال في الأراضي المجاورة.

قام الحشاشون باغتيال خلف بن ملاعب حاكم حلب على الرغم من كونه إسماعيلياً في عام 1106م/499هـ.[40]  كما يذكر أنه في عام 515هـ/1121م اغتال الحشاشون قائد جيوش الفاطميين و هو الأفضل الجمالي،[41] الذي كان سبباً رئيسياً في خلع نزار من الخلافة.[42]  ينسب إليهم أيضاً اغتيال الخليفة الفاطمي “الأمير” ابن المستعلي في عام 524هـ/1130م.[43]

اغتيال الخليفة العباسي المسترشد بالله و بعضاً من مرافقيه عام 529هـ/1135م.[44]  كما قاموا أيضاً بقتل الخليفة العباسي الراشد بالله ابن المسترشد بالله عام 532هـ/1138م.[45]

توجهت خناجر الحشاشين إلى “كونراد أوف مونتفيرات”، ملك بيت المقدس الصليبي و اغتالوه في عام 588هـ/1192م.[46]  كما يذكر مصطفى غالب بعض العمليات الاغتيالية للحشاشين بشكل موجز دون ذكر التاريخ أو الأسماء بشكل مفصل، كمحاولة اغتيال “ريمون” حاكم القدس الصليبي، و محاولة اغتيال حاكم مدينة طرابلس، حيث لم تنجح هاتان العمليتان و باءتا بالفشل، و اغتيال حاكم مدينة صور الصليبي.[47]

أما الاصطدامات المباشرة فقد حدث صدامين بين الصليبيين و الحشاشين، حيث حاول الصليبيون الانقضاض على قلعة “قدوس” 527هـ/1133م، وبائت محاولتهم بالفشل، في حين استطاعوا طرد القوات الصليبية من “الخريبية” في عام 530هـ/1136م.[48]

يذكر أنه بعد سقوط الخلافة الفاطمية في مصر على يد صلاح الدين الأيوبي، تمكن أحد الحشاشين من الوصول إلى حجرة مبيته، حيث قام بوضع خنجرٍ يقطر رأسه دماً قرب وسادته، و ترك رسالةً فحواها الرئيسي هو التهديد و الوعيد و الاستخفاف التام بحرسه.  كانت هذه الرسالة برهاناً و تأكيداً لصلاح الدين على قدرة الحشاشين على القضاء عليه إن أرادوا، و لكنهم يعفون عنه لعله يقدر هذا لهم.[49]  إن أول محاولةٍ للحشاشين في اغتيال صلاح الدين كانت عام 570هـ/1175م حين كانت قواته تحاصر حلب، ولكنها فشلت و لم يتمكنوا من اصابته.  عاود الحشاشون الكرة بعد عامٍ واحدٍ فقط عندما كان صلاح الدين يحاصر “عزز”، و لكنها فشلت أيضاً و خرج بجراح بسيطة و سطحية في عام 571هـ/1176م.[50]

ونستطيع أن نلاحظ بعد طرح ابرز عمليات الاغتيال التي قاموا بها، بإن الحشاشين لايتبعون اهداف الطائفة من ذلك، فقتلوا من معتنقي الإسماعيلية كما قتلوا من هم دون ذلك. فأرى من وجهة نظري بتلك العمليات بأنها تتبع المصالح الخاصة للفقرة، فإما ان تكون مقابل مبالغ من المال ام لعقد اتفاقيات، أو نشر نفوذ في منطقة معينة.

 

 

الخاتمة

         في ختام هذا البحث يمكننا تعريف الحشاشين و مؤسسهم، كما يمكننا استنتاج الأسباب التي أدت بهم إلى تكوين هذه الطائفة السياسية التي كانت بشكل مباشر أو غير مباشر سبباً في كتابة العديد من مجريات التاريخ و أحداثه.  في الفصل الأول من هذا البحث، تحدثنا بشكل مفصل عن الحشاشين و السبب وراء اكتسابهم لهذا الاسم، حيث استنتجنا أن هناك عدة آراء تخالف الرأي السابق و المعروف في سبب تسميتهم بهذا الاسم “إستخدام الحشيش والجنة المزعومة”.  كما تطرقنا أيضاً إلى مؤسسهم الحسن بن الصباح و نشأته و كيفية تعرفه على الدعوة الإسماعيلية و تأثره بها.  تحدثنا بتفصيل أيضاً عن عاصمة الحشاشين قلعة ألموت و عن القصص و الحكايات التي تداولها المؤرخون عما كان يحدث حقاً داخل هذه القلعة المنيعة.  في الفصل الثاني تناولنا الطرق و الأساليب التي كان يتبعها الحشاشون و تشابهها مع العديد من المذاهب و الثورات السابقة لهم كالعباسيين و الفاطميين و غيرهم الكثير، حيث استنتجنا من تشابه الأساليب أن الحشاشين لم يبتدعوا العديد من الأمور التي اشتهروا بها كما يظن الكثير من الناس، بل استوحوا هذه الأساليب من المذاهب التي سبقتهم.  في الفصل الثالث من هذا البحث تطرقنا إلى أهم أعمال الحشاشين و هي الاغتيالات السياسية التي اشتهروا بها، حيث ذكرنا أهم الأشخاص الذين قاموا باغتيالهم و استنتجنا أنهم لم يكونوا مخلصين أو موالين لأي فئة أو دين معين كما كان معروفاً عنهم، فكان الغرض الرئيسي وراء اغتيالاتهم هو خدمة مصالحهم الشخصية فحسب.

 

الهوامش:

[1] أبو الحسن علي ابن الأثير، الكامل في التاريخ، تحقيق، أبو الفداء القاضي (بيروت: دار الكتب العليمة، 1987)، 497-498، ج8.

[2] رحاب عكاوي، الحشاشون حكام الموت نشأتهم و تاريخهم (بيروت: دار الحرف العربي، 1994)، 99.

[3] وهو لقب لرتبة في الفرق النزارية، و قد كانت هذه الرتبة قبل انقسام الإسماعيلية تعرف بـ داعي الدعاة.

[4] برنارد لويس، الحشاشون فرق ثورية في التاريخ الإسلامي، ترجمة، محمد العزب (القاهرة: مكتبة مدبولي، 1994)، 20.

[5] مصطفى غالب، تاريخ الدعوة الإسماعيلية (بيروت: دار الأندلس، 1965)، 251.

[6] ابن الاثير، الكامل، ج9، 230-231.

[7] لويس، الحشاشون، 67.

[8] عكاوي، الحشاشون. 140-141.

[9] عكاوي، الحشاشون، 142.

[10] ابن الاثير، الكامل في التاريخ، ج8، 397.

[11] ابن الاثير، الكامل في التاريخ، ج8، 397.

[12] غالب، تاريخ الدعوة الإسماعيلية، 245.

[13] اذ يذكر لقب (شيخ الجبل الأول) منسوباً لمعلمة الداعية بن عطاش.

[14] غالب، تاريخ الدعوة الإسماعيلية، 245-246.

[15] محمد أبو النصر، السلاجقة تاريخهم السياسي والعسكري (القاهرة: عين للدراسات والبحوث الإنسانية والإجتماعية 2003)، 104 الهامش، 1.

[16] لويس، الحشاشون، 71-72.

[17] عكاوي، الحشاشون، 144-147.

[18] أبو النصر، السلاجقة، 106-107.

[19] لويس، الحشاشون، 85-88.

[20] عكاوي، الحشاشون، 9-10.

[21] عماد الدين إسماعيل أبو الفداء، المختصر في اخبار البشر (القاهرة: مكتبة المتنبي، 1997)، 214.

[22] عكاوي، الحشاشون، 146-147.

[23] علي محمد الصلابي، الدولة الأموية عوامل الإزدهار وتداعيات الإنهيار (القاهرة: دار ابن الجوزي، 2007)، 541-542.

[24] مجهول، العيون والحدائق في أخبار الحقائق، تحقيق، عمر السعيدي (دمشق: المعهد الفرنسي للدراسات العربية، 1973)، ج3، 179-185.

[25] أمينة بيطار، دراسة في تاريخ الخلافة العباسية (القاهرة: مكتبة دار القلم والكتاب، 1997)، 17-25.

[26] عكاوي، الحشاشون، 55-56.

[27] انظر ملحق 2.

[28] انظر ملحق 1.

[29] عكاوي، الحشاشون، 104-105.

[30] عكاوي، الحشاشون، 7.

[31] أبي الفتح محمد الشهرستاني، الملل والنحل، تحقيق، محمد كيلاني (بيروت: دار المعرفة، 1975)، 178-179.

[32] عبد القاهر البغدادي، الفرق بين الفرق وبيان الفرق الناجية منهم (بيروت: دار الآفاق الجديدة، 1977)، 243-245.

[33] لويس، الحشاشون، 183.

[34] لويس، الحشاشون، 183 الهامش 1.

[35] ابن الاثير، الكامل في التاريخ، ج8، 178.

[36] لويس، الحشاشون، 79.

[37] ابن الاثير،  الكامل، ج9، 100.

[38] أبو النصر، السلاجقة، 108.

[39] علي محمد الصلابي، دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي (بيروت: المكتبة العصرية 2007)، 466-467.

[40] لويس، الحشاشون، 150.

[41] ابن الاثير، الكامل، ج9، 207-208.

[42] انظر ص2

[43] الأثير، الكامل، ج9، 207-208.

[44] الأثير، الكامل، ج9، 283.

[45] الأثير، الكامل، ج9، 305.

[46] لويس، الحشاشون، 171.

[47] غالب، تاريخ الدعوة الإسماعيلية، 265.

[48] لويس، الحشاشون، 158-159.

[49] غالب، تاريخ الدعوة الإسماعيلية، 266.

[50] لويس، الحشاشون، 165-166.

[51] عكاوي، الحشاشون، 105.

[52] عكاوي، الحشاشون، 106.

 

المصادر والمراجع

قائمة المصادر

 

ابن الأثير، عز الدين علي بن أبو الكرم، الكامل في التاريخ، تحقيق، أبي الفداء القاضي، (بيروت: دار الكتب العليمة، 1987)

البغدادي، عبد القاهر بن طاهر، الفرق بين الفرق وبيان الفرق الناجية منها (بيروت: دار الآفاق الجديدة، 1977)

الشهرستاني، أبي الفتح محمد، الملل والنحل، تحقيق، محمد كيلاني (بيروت: دار المعرفة، 1975)

أبو الفداء، عماد الدين إسماعيل، المختصر في اخبار البشر (القاهرة: مكتبة المتنبي، 1997)

 

قائمة المراجع

 أبو النصر، محمد عبد العظيم، السلاجقة تاريخهم السياسي والعسكري (القاهرة: عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، 2003)

الصلابي، علي محمد، الدولة الأموية عوامل الإزدهار وتداعيات الإنهيار (القاهرة: دار ابن الجوزي، 2007)

الصلابي، علي محمد، دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي (بيروت: المكتبة العصرية 2007)

بيطار، أمينة، دراسة في تاريخ الدولة العباسية (القاهرة: مكتبة دار القلم والكتاب، 1997)

عكاوي، رحاب، الحشاشون حكام الموت نشأتهم وتاريخهم (بيروت: دار الحرف العربي، 1994)

غالب، مصطفى، تاريخ الدعوة الإسماعيلية (بيروت: دار الأندلس، 1965)

لويس، برنارد، الحشاشون فرق ثورية في التاريخ الإسلامي، ترجمة، محمد العزب (القاهرة: مكتبة مدبولي، 1994)

مجهول، العيون والحدائق في أخبار الحقائق، تحقيق، عمر السعيدي (دمشق: المعهد الفرنسي للدراسات العربية، 1973)

 

 

 

الملاحق

(1)

رموز إسماعيلية

[51]

 

 

[52]

(2)

رموز إسماعيلية2

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليق